هل يواجه لبنان حرباً جديدة؟
كتب هشام يحيى:
تتزايد في الآونة الأخيرة المخاوف من اندلاع حرب جديدة في لبنان، في ظل التوترات الإقليمية المستمرة والتطورات الميدانية على الحدود الجنوبية، إضافة إلى الاعتداءات الإسرائيلية المتكررة. بعد الحرب التي اجتاحت البلاد في أيلول 2024 وما خلفته من دمار واسع وخسائر بشرية واقتصادية جسيمة، يعيش اللبنانيون اليوم حالة من القلق والترقب.
وفي هذا الإطار، تؤكد مصادر واسعة الطلاع أنّ الاتصالات الدبلوماسية المكثفة مستمرة على أكثر من خط، سواء على الصعيد الإقليمي أو الدولي، بهدف تفادي أي تصعيد جديد سيما ان مؤشرات عديدة تدل ان الحرب المقبلة على لبنان اصبحت محسومة وموعدها بات قريبا.
وتشير المصادر إلى أنّ اللقاءات والاتصالات مع الأطراف الإقليمية تهدف إلى ضبط التوترات على الحدود الجنوبية ومنع أي اعتداءات قد تؤدي إلى مواجهة واسعة خصوصا ان رسائل دبلوماسية وصلت الى لبنان الرسمي تحذر من الوضع الهش، واستمرار حالة المراوحة في ملف سحب سلاح حزب الله الذي يشكل سببا رئيسيا لاعادة اندلاع حرب جديدة أكثر قساوة من كل سابقاتها على لبنان. وهذا الامر لا يدخل في سياق التهويل والحرب النفسية بل واقع يجب التعاطي معه بكل جدية وعلى قاعدة تحمل المسؤولية من قبل كافة القوى السياسية اللبنانية التي لا تزال تتعاطى مع الخطر الداهم باستهتار مريب.
على الصعيد الدولي، تضغط عدة دول ومنظمات دولية باتجاه التهدئة، وتعمل على تعزيز القنوات الدبلوماسية بين الأطراف المعنية، مع تحذيرها من تبعات أي مواجهة قد تمتد لتشمل لبنان والمنطقة بأكملها. كما أكدت المصادر أنّ الحكومة اللبنانية تتابع الوضع الأمني والسياسي عن كثب، وتدرس سيناريوهات متعددة لضمان حماية المدنيين ومنع الانزلاق نحو أي صراع مسلح جديد.
على الصعيد الشعبي، تتأرجح المشاعر بين الخوف من تكرار السيناريو السابق والأمل بأن تكون التجارب الماضية كافية لردع أي انزلاق نحو الحرب، خصوصاً مع استمرار الدعوات الداخلية والخارجية للحوار والتهدئة.
يبقى السؤال الأكبر: هل سيستطيع لبنان تفادي الانزلاق إلى مواجهة جديدة، أم أن المنطقة مقبلة على فصل جديد من الصراع؟ في ظل هذه المؤشرات، يترقب اللبنانيون الأيام المقبلة بقلق، مع تمسكهم بأمل السلام والاستقرار في ظل دولة قوية وصاحبة سيادة لا دولة تدوير الزوايا والضعف وغياب الهيبة والمقدرة.
- شارك الخبر: