عاجل

image

إلغاء زيارة قائد الجيش: نكسة كبيرة في العلاقات العسكرية اللبنانية-الأميركية

خاص: أزمة دبلوماسية - عسكرية حادة وغير متوقعة بين لبنان والولايات المتحدة، تمثلت في إلغاء زيارة قائد الجيش اللبناني، العماد رودولف هيكل، إلى واشنطن. وقد وقع هذا الحدث في وقت كان فيه رئيس الجمهورية اللبناني يستقبل السفير الأميركي الجديد، مما يضيف طبقة من التناقض والخطورة على توقيت الأزمة.

​ أبعاد وإشارات إلغاء الزيارة

​إلغاء الزيارة، الذي وصف بأنه "مفاجأة من العيار الثقيل" و"انتكاسة هي الأخطر في تاريخ العلاقات اللبنانية-الأميركية"، يحمل دلالات عميقة تتجاوز مجرد تأجيل بروتوكولي:

​1. الرد اللبناني على "الإهانة": تم إلغاء الزيارة من الجانب اللبناني كـرد فعل على إلغاء واشنطن لاجتماعات كانت مقررة للقائد مع مسؤولين أميركيين. هذا يشير إلى أن القرار اللبناني جاء بعد شعور بـ**"إهانة"** مباشرة لحق لبنان وجيشه، مما يعكس مدى سوء الفهم أو الخلاف الذي وصل إليه الطرفان.

​2. الضغط الأميركي المشروط: تشير المصادر الأميركية إلى الأمل في إعادة تحديد الموعد "في حال تنفيذ الإصلاحات اللازمة". هذا الربط الواضح بين الدعم العسكري والخطوات السياسية والاقتصادية (إقرار الإصلاحات المالية، تسريع عملية حصر السلاح بيد الدولة) يؤكد أن الدعم الأميركي بات مشروطًا بشكل متزايد.
​3. تجميد الاجتماعات والحفل: إلغاء جميع الاجتماعات المقررة وحفل الاستقبال الذي كانت السفارة اللبنانية تعده في واشنطن يوضح أن القرار الأميركي كان شاملاً وواضحًا في رسالته بعدم الرغبة في المضي قدمًا بالزيارة في ذلك التوقيت.

​السبب الجذري: بيان الجيش وعلاقة إسرائيل/حزب الله

​يتفق معظم المحللين على أن السبب المباشر والجوهر للأزمة هو:

​اعتراض أميركي على بيان للجيش اللبناني الأخير.
​مضمون البيان اعتبر أميركيًا أنه يُلقي اللوم على إسرائيل ويعتبرها المشكلة، بينما لا يلوم حزب الله.

​أشعل هذا البيان غضبًا لدى أعضاء بارزين في الكونغرس الأميركي، الذين يرون إسرائيل حليفًا أساسيًا.

​ هجوم الكونغرس وتأثيره على الدعم

​تمثل تصريحات أعضاء الكونغرس، وتحديداً السيناتور ليندسي غراهام، أخطر ما ورد في سياق الأزمة، كونها تضع مستقبل الدعم العسكري الأميركي للجيش اللبناني على المحك:
​اتهام الجيش: هاجم غراهام رئيس أركان الجيش اللبناني مباشرة بسبب "وصفه إسرائيل بالعدو" و**"جهوده الضعيفة والشبه معدومة لنزع سلاح حزب الله"**.

​التهديد بوقف الدعم: خلص غراهام إلى أن هذا المزيج يجعل "القوات المسلحة اللبنانية استثمارًا غير مُجدٍ لأمريكا". هذا التقييم يشكل خطرًا وجوديًا على المؤسسة العسكرية، حيث يشير النص إلى أن الدعم العسكري الأميركي يشكل ما نسبته 90 في المئة من دعم المؤسسة.
​إن بيان الجيش اللبناني، وفقًا للمنظور الأميركي في الكونغرس، وضع المؤسسة في موقف تناقض مصالح؛ فالدولة الأكبر في تقديم الدعم (الولايات المتحدة) تعتبر الطرف الذي يهاجمه الجيش (إسرائيل) حليفًا، بينما تعتبر أن الجيش يغض الطرف عن ميليشيا مسلحة (حزب الله) تتعارض مع المصالح الأميركية والإسرائيلية.

​ ردود الفعل اللبنانية والأمنيات بالحل

​ردود رسمية غير واضحة: السفير الأميركي الجديد ميشال عيسى اكتفى بالقول "لا تعليق لدي" وليس لديه معلومات، وهو رد دبلوماسي يحاول احتواء الأزمة أو تأجيل التعليق عليها.
​المطالبة الدبلوماسية بالحل: جاءت ردود فعل وزراء الحكومة اللبنانية (ياسين جابر وركان ناصر الدين) متمنية حل المشكلة وداعمة للجيش، مع التشديد على ضرورة "الجهد الدبلوماسي" لإنهاء الأزمة، خشية إضعاف الجيش في ظل الظروف الأمنية والاقتصادية الراهنة.

 

  • شارك الخبر: