وداعاً نبيل أبو غانم: القلم الذي لم يساوم في محراب الوطن والإنسان
بقلم هشام يحيى:
فقد الجسم الإعلامي والأدبي قامة شامخة برحيل الكاتب والمربّي والصحافي نبيل أبو غانم، بعد مسيرة حافلة اختتمها بصراع مرير مع المرض. لكن ما خلفه أبو غانم ليس مجرد سيرة مهنية، بل إرث من الوفاء للمبادئ والقيم ، وإخلاص للقلم الذي طالما ارتقى بأسلوبه وصياغاته ليقف في صفوف كبار الأدباء والكتاب.
كان الراحل، الذي استهل مسيرته من إذاعة صوت الجبل وعمل لسنوات في صحيفة المستقبل، يمتلك ناصية الكلمة التي لا تلين. قلم أبو غانم لم يكن مجرد أداة لنقل الخبر، بل كان منبراً للمناضل الذي اتخذ من الكتابة النقدية الصادقة والشجاعة سبيلاً لحمل قضايا الوطن والإنسان.
في كل مقال، وكل تحليل، كان أبو غانم منحازاً بقوة إلى الحق والعدالة. تميز بشجاعة المقدام الذي لا يعرف المساومة أو التراجع عن قول الحقيقة، مهما كانت التحديات. كانت قضايا البيئة، التي تخصص فيها، وقضايا المجتمع، التي عايشها، تنبض بالحياة في نصوصه التي جمعت بين العمق الفكري والبيان الأدبي، جاعلة منه مدرسة في الالتزام المهني والأخلاقي.
اليوم، يغيب الجسد، لكن يبقى القلم المميز حاضراً، شهادة على أن أعظم الأدباء هم أولئك الذين جعلوا من الحبر جسراً لا يَهاب إلى الحقيقة. إن أمثال نبيل أبو غانم لا تطويهم صفحات النسيان، بل يظلون نجوماً ساطعة في سماء الكلمة، تُضاء بهم دروب الأجيال القادمة نحو الالتزام والوفاء.
- شارك الخبر:
