لجنة التحقيق بأحداث السويداء.. و المسار الثلاثي لحل أزمة الجنوب السوري
نفت وكالة الأنباء الأردنية الرسمية "بترا" ، الأنباء المتداولة عن وجود زيارة لـوفد من محافظة السويداء إلى المملكة. هذا النفي لا يأتي ليغلق الباب أمام التنسيق، بل ليؤكد على أن أي تحرك مستقبلي سيتم في إطار المسار الثلاثي الذي يجمع الأردن، الحكومة السورية، و الولايات المتحدة.
خارطة الطريق والجهود المستمرة
النفي الرسمي الأردني شدد على أن المملكة "مستمرة في جهودها بالتنسيق مع الحكومة السورية والولايات المتحدة لحل الأزمة وتثبيت الاستقرار في الجنوب السوري وفق خارطة الطريق التي أعلنتها الدول الثلاث". هذه الإشارة تؤكد على أن العمل جارٍ ضمن إطار متفق عليه، وليس عبر مبادرات عاجلة غير منسقة.
النقطة الأساسية: المصدر الأردني لم ينفِ فكرة الزيارة كلياً، بل أشار إلى أنها "تضمنت زيارة من أهالي السويداء إلى الأردن والتي لم يحدد موعدها بعد". هذا التوضيح يعيد تأكيد وجود نية مسبقة لزيارة ضمن الخطة، لكنها لم تدخل حيز التنفيذ بعد، مما يضع الأنباء المتداولة في خانة الاستباق غير المؤكد أو الخطأ في تحديد التوقيت.
سياق التنسيق الثلاثي
هذه التطورات تأتي على خلفية اجتماع أغسطس الماضي في عمّان، حيث اتفق وزراء خارجية الأردن وسوريا والمبعوث الأميركي الخاص توم براك على "تشكيل مجموعة عمل ثلاثية" للتركيز على تثبيت وقف إطلاق النار في السويداء. هذه الآلية تمنح الأردن دوراً محورياً كـضامن إقليمي للتهدئة والاستقرار على حدوده الشمالية، بالتعاون مع دمشق وواشنطن.
البيان الختامي للاجتماع شدد على مبدأين أساسيين:
وحدة سوريا: التأكيد على أن "محافظة السويداء بكل مجتمعاتها المحلية جزء أصيل من الجمهورية العربية السورية".
حفظ الحقوق: التعهد بـ"حفظ حقوق أبنائها" وضمان تمثيلهم وإشراكهم في بناء مستقبل سوريا.
هذا التركيز على السيادة السورية وفي الوقت ذاته تمثيل وحقوق أبناء السويداء يعكس التوازن الحساس الذي تسعى إليه الدول الثلاث، حيث إن الهدف ليس الانفصال، بل إعادة إدماج المحافظة في الدولة السورية بشكل يضمن مصالحها الذاتية بعد فترة من الاضطراب.
التحقيقات ونهج الأمم المتحدة
توازياً مع الجهود السياسية، تأتي الإشارة إلى أن "لجنة التحقيق بأحداث السويداء" تتبع "معايير الأمم المتحدة في تحقيقاتها". هذا يضيف بعداً قانونياً ودولياً للتعامل مع الأزمة الداخلية، مما يشير إلى سعي دمشق (أو على الأقل الآلية المتبعة) لضمان مصداقية ونزاهة التحقيقات في المواجهات المسلحة الدامية التي شهدتها المحافظة مؤخراً، لا سيما مع وجود خلفيات طائفية ومجتمعية معقدة.
ضبط إيقاع المبادرات
في الخلاصة، إن نفي الأردن لوجود زيارة لوفد من السويداء حالياً هو بمثابة إعادة ضبط لإيقاع الأزمة وتأكيد على أن أي تحرك مهم ومفصلي، مثل زيارة وفد أهلي، يجب أن يتم في إطار الخطة المتفق عليها ثلاثياً وبمواعيد محددة رسمياً. هذا النهج يعكس رغبة في تجنب الفوضى الإعلامية وتأمين نجاح المبادرات عبر التنسيق الدقيق، بعيداً عن الشائعات التي قد تعقد جهود تثبيت الاستقرار في منطقة حدودية حساسة وحيوية للأمن القومي الأردني.
- شارك الخبر:
