عاجل

image

التصعيد الإسرائيلي في غزة يتصاعد..ومستقبل مظلم للخطة الأميركية

خاص - بات وقف إطلاق النار في قطاع غزة معرضاً لخطر الانهيار أكثر من أي وقت مضى، وذلك في ظل النسق المتصاعد للانتهاكات والهجمات الإسرائيلية. لم تترك إسرائيل، من وجهة نظر التقرير، أي مجال للشك في تآكلها المتعمد لأسس هذه الهدنة، حيث سدت جميع السبل أمام معالجة الملفات العالقة التي من شأنها تثبيت الهدنة وتمهيد الطريق للمرحلة الثانية من الخطة الأميركية للسلام.

مبررات التصعيد واتهامات متبادلة:

تُحمّل إسرائيل حركة "حماس" مسؤولية انهيار الهدنة، مستندةً إلى حجج عسكرية وأمنية. فأعلنت عن قتل وأسر مقاتلين من الحركة قرب أنفاق رفح، متهمة إياهم بمحاولة استهداف قواتها. كما ادعت اختراقاً لما تسميه "الخط الأصفر" الفاصل بين شرق غزة وغربها. إلا أن المشكلة الجوهرية من وجهة النظر الإسرائيلية، كما يورد التقرير، تتعدى هذه الحوادث إلى إعادة "حماس" بسط سيطرتها على المناطق التي انسحبت منها القوات الإسرائيلية بموجب اتفاق وقف النار، وهو ما تعتبره إسرائيل تهديداً وجودياً يستدعي الرد بعمليات اغتيال مستهدف ضد كوادر الحركة.

توسيع ساحة الاحتلال وتفاقم الأزمة الإنسانية:

لا تقتصر الانتهاكات على الاشتباكات المباشرة، بل تتعداها إلى عملية استيطان عسكري جديدة. ففي الأيام الأخيرة، قامت إسرائيل بتقديم "الخط الأصفر" إلى الأمام، متوسعةً في المناطق التي كانت تُدار سابقاً بواسطة "حماس". هذه الخطوة تهدف إلى تضييق الخناق أكثر فأكثر على نحو مليوني فلسطيني يعانون أصلاً من نقص حاد في الغذاء والدواء، وفقاً لتقارير وكالات الأمم المتحدة، ويواجهون الآن خطر موجة نزوح جديدة. كما تواصل إسرائيل داخل المنطقة المحتلة عمليات هدم المنازل والمربعات السكنية المتبقية وتدمير البنية التحتية للأنفاق، مما يحول الحياة إلى جحيم لا يطاق.

مستقبل مظلم للخطة الأميركية والدور الغائب:

يقوض هذا الواقع صدقية أي أمل متبقي في الانتقال إلى المرحلة الثانية من الخطة الأميركية. وبينما يتحدث الرئيس دونالد ترامب عن ضرورة الضغط على "حماس" للتخلي عن سلاحها، يظل طبيعة هذا "الضغط" غير واضحة، مما يفتح الباب أمام الوسطاء، وخاصة مصر، التي يستعد كبير مفاوضي "حماس" خليل الحية لزيارتها، لمناقشة ملفي المقاتلين المحاصرين وجثث الأسرى الإسرائيليين.

وفي الوقت نفسه، تتصاعد التصريحات العدوانية من الجانب الإسرائيلي، حيث نقلت وسائل إعلام عن مسؤول كبير تهديداً صريحاً بأن "إسرائيل ستتحرك عسكرياً في حال عدم نجاح الإدارة الأميركية في إيجاد آلية تضمن نزع سلاح حماس".

استغلال الفجوة الدولية وسباق مع الزمن:

يبدو أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يستغل ببراعة انشغال الإدارة الأمريكية حالياً بخطة السلام في أوكرانيا، للمضي قدماً في تقويض اتفاق غزة. وهنا تكمن المفارقة، إذ أن ترامب نفسه كان يستشهد بما أنجزه في غزة كنموذج يمكن تعميمه لتحقيق السلام بين روسيا وأوكرانيا. لكن بينما تنشغل واشنطن، يشهد وقف النار تآكلاً تدريجياً تحت الضربات الإسرائيلية. ويبقى السؤال الملح: متى تتحرك إدارة ترامب لإنقاذ ما تبقى من الهدنة ووضع حدٍ لفترة السماح الممنوحة لنتنياهو، قبل فوات الأوان وتحول الأزمة إلى حرب شاملة جديدة؟

  • شارك الخبر:


اخترنا لكم