مهلة ترامب الأخيرة: الحزب أمام استحقاق وجودي ولبنان على حافة المواجهة
أخبار Plus - خاص:
شكلت تصريحات الرئيس الأميركي دونالد ترامب، التي جاءت خلال دردشة مع الصحافيين في البيت الأبيض، نقطة تحول خطيرة في التعاطي الدولي مع ملف حزب الله في لبنان. فعبارته: "ثمة دول ترغب في التدخل والتعامل مع حزب الله في لبنان، وأقول لها: لستم مضطرين الى فعل ذلك الان"، لا تحمل في طياتها مجرد تحذير عابر، بل هي رسالة مزدوجة تجمع بين "الجزرة والعصا الغليظة"، وتضع الحزب أمام استحقاق وجودي داهم.
دلالات التهديد الأميركي
إن لغة ترامب هنا، والتي تبدو في ظاهرها "مهدئة"، هي في حقيقتها تهديد غير مباشر ومؤجل. فبالتأكيد على أن الدول "لستم مضطرين إلى فعل ذلك الآن"، هو يؤكد ضمناً وجود استعداد دولي أو إقليمي للتحرك العسكري ضد الحزب، ويمنح الأخير مهلة أخيرة، أو ما يمكن تسميته "فترة سماح". هذا التأجيل لا يلغي الخيار العسكري، بل يضعه كـخيار أخير يُعتمد في حال فشل الضغوط السياسية والاقتصادية والتحذيرات.
السؤال اللغز الذي يطرحه النص حول هوية الدول التي يهدد بها ترامب، إلى جانب إسرائيل، هو مفتاح فهم الأبعاد الإقليمية للأزمة. هذه الدول قد تشمل:
دول الخليج: وفي مقدمتها المملكة العربية السعودية، التي لها مواقف واضحة من نفوذ إيران وأذرعها في المنطقة، وتصنف الحزب كمنظمة إرهابية.
قوى إقليمية أخرى: قد تكون هناك دول أخرى لها مصالح في استقرار المنطقة وتخشى من التهديدات المتصاعدة للحزب.
التناغم الدولي والمخاوف المشتركة
لا يأتي الموقف الرئاسي الأميركي من فراغ، بل يتلاقى مع مواقف دولية وإقليمية أخرى تشير إلى تزايد حدة القلق حول الوضع في لبنان:
الموقف الفرنسي: يؤكد النص أن فرنسا متخوفة من تصعيد إسرائيلي كبير في الجنوب، مما يدل على أن أوروبا تدرك أن الخيار العسكري بات قريباً وتأثيره سيكون مدمراً على لبنان.
الموقف اللبناني: إقرار وزير الخارجية اللبناني بوصول تحذيرات من جهات عربية ودولية بشأن تحضير إسرائيل لعملية عسكرية واسعة النطاق، يؤكد أن الأزمة بلغت مستويات حافة الهاوية، وأن الدبلوماسية اللبنانية تسابق الزمن لـتحييد لبنان ومرافقه.
الاستحقاق المصيري أمام حزب الله
كل هذه المعطيات والمواقف ترسخ حقيقة واحدة: فترة السماح المعطاة لحزب الله لن تطول.
إن الحزب اليوم أمام مفترق طرق مصيري:
الخيار الأول: التسليم بضرورة التخلي عن سلاحه والاندماج الكامل في مؤسسات الدولة اللبنانية، مما قد يحيد لبنان عن أي ضربة مدمرة.
الخيار الثاني: التمسك بسلاحه، مما يعرض نفسه ولبنان مجدداً لـحرب مدمرة تتجاوز تبعاتها حرب تموز 2006.
إن تصريحات ترامب هي بمثابة المهلة الأخيرة التي تنقل الصراع من مرحلة الضغط غير المباشر إلى مرحلة التهديد الملموس بالتدخل، ويبقى مصير لبنان معلقاً بقرار الحزب في هذا الاستحقاق الداهم.
- شارك الخبر:
