عاجل

image

تطورات الساعات الأخيرة في جنوب لبنان… هل تفتح باب التهدئة؟


برز في الساعات الأخيرة تطوران ميداني وديبلوماسي لافتان، تزامنا مع استمرار الغارات الإسرائيلية على بلدات وقرى جنوبية، ما أعاد تسليط الضوء على الجهود المكثفة والمتعددة الأطراف الرامية إلى تمديد مهل “الإنذارات” المرتبطة بنهاية السنة، والحؤول دون انزلاق الوضع إلى عملية عسكرية إسرائيلية واسعة في لبنان. ويقوم هذا المسعى على مسارين متوازيين: إجراءات ميدانية جديدة على الأرض في الجنوب، وتطوير الإطار التفاوضي عبر لجنة “الميكانيزم”، وسط سباق مع الوقت لاحتواء التصعيد والحفاظ على التهدئة الهشة.

التطور الأول تمثّل في نجاح نموذج الاستعاضة عن الغارات الإسرائيلية بإجراءات للجيش اللبناني في بلدة يانوح، وبصورة علنية هذه المرة، ما عُدّ إنجازاً للجيش ولآلية الميكانيزم يمكن البناء عليه إذا توافرت تفاهمات إقليمية ودولية ولبنانية داعمة. أما التطور الثاني فكان في التحرك الديبلوماسي الأميركي الجديد، مع زيارة مفاجئة للموفد الأميركي توم برّاك إلى تل أبيب، في مهمة قيل إنها محصورة بملفي سوريا ولبنان، وقد تفضي إلى نتائج مهمة في سياق منع التصعيد. ويترافق ذلك مع مسار ديبلوماسي أوسع، يشمل زيارة مرتقبة لرئيس الوزراء المصري مصطفى مدبولي إلى بيروت، واجتماعاً في باريس يومي 17 و18 الجاري يضم موفدين دوليين وقائد الجيش اللبناني، على أن تعقد لجنة الميكانيزم اجتماعها في الناقورة في 19 كانون الأول.

وفي موازاة هذه التحركات، سُجّل صدى إيجابي لنجاح آلية الميكانيزم والجيش اللبناني في منع قصف إسرائيلي لمنزل في يانوح السبت الماضي. وأوضحت قيادة الجيش أن العملية جرت في إطار تنسيق وثيق مع لجنة الإشراف على اتفاق وقف الأعمال العدائية، حيث أُجري تفتيش دقيق للمبنى بموافقة مالكه وتبيّن خلوه من أي أسلحة أو ذخائر، ثم أعيد التفتيش بعد ورود تهديد بالقصف، مع بقاء دورية للجيش في محيط المنزل منعاً لاستهدافه. وأكدت القيادة أن هذه الحادثة تشكل دليلاً على أن صون الاستقرار يمر عبر توحيد الجهود الوطنية حول الجيش، والالتزام بالقرار 1701 واتفاق وقف الأعمال العدائية، بالتنسيق مع الميكانيزم وقوات “اليونيفيل”، في مرحلة دقيقة تتطلب أعلى درجات الوعي والمسؤولية.

  • شارك الخبر:


اخترنا لكم