المشهد اللبناني المعقد بين التهدئة الهشة ومخاطر الحرب المستمرة
أخبار Plus - خاص:
تعكس صورة المشهد السياسي والأمني الراهن في لبنان حالة من الغموض وعدم اليقين، حيث لا تبدو التحركات الدبلوماسية المكثفة الرامية إلى استبعاد تجدد الحرب كافية لرسم مسار واضح ومطمئن للمرحلة المقبلة. وتتركز الضبابية بشكل خاص حول الاستحقاق المرتقب المتعلق بانتهاء حصر السلاح في جنوب الليطاني، والذي يشكل نقطة مفصلية في تحديد التوجهات المستقبلية.
⏳ الترقب الدبلوماسي والتهدئة النسبية
على الرغم من التعويل الكبير على "قوة الدفع" التي يمكن أن يخلقها إعلان لبنان انتهاء المرحلة الأولى من حصر السلاح، تشير المعلومات الدبلوماسية إلى أن البلاد تعيش حالياً مرحلة تهدئة نسبية في الأسابيع الأخيرة من العام.
هذا الترقب يسبق اجتماع "لجنة الميكانيزم" المقرر في 19 كانون الأول الحالي. ومع ذلك، تسود توقعات سلبية عامة حول نتائج هذا الاجتماع، مدفوعة بـ أجواء الاحتقان الداخلي، واستمرار التوتر مع إسرائيل، وغياب الرؤية اللبنانية الواضحة لاستراتيجية التعامل مع التطورات.
الحاجة إلى استراتيجية لبنانية موحدة
يؤكد التحليل أن مجرد التركيز على آلية الانسحاب الإسرائيلي من النقاط المحتلة أو وقف الاعتداءات لن يكون كافياً. هذه النقطة تشير بوضوح إلى الافتقار إلى استراتيجية لبنانية موحدة ومتكاملة لمواجهة المرحلة الجديدة. فمن الناحية العملية، لا يمكن التعويل على الحلول الجزئية في ظل التحديات الأمنية والسياسية الكبيرة، مما يستلزم موقفاً لبنانياً داخلياً موحداً وقابلاً للتطبيق.
مخاطر الحرب قائمة رغم الجهود الدولية
تفيد المعلومات بأن الجهود الدبلوماسية الغربية والعربية تتركز حالياً على تجنب لبنان الحرب، مما يعني أن احتمالاتها لا تزال قائمة ولا يمكن استبعادها. وفي هذا السياق، يُرجح أن تلعب فرنسا، عبر موفدها جان إيف لودريان، دوراً في مساعدة لبنان على كسب الوقت لترتيب أوضاعه الداخلية المتعثرة، وهو ما يعكس إدراكاً دولياً لهشاشة الوضع الداخلي اللبناني.
فصل المفاوضات عن الحرب: الرهان غير الواقعي
أبرز ما يلفت الانتباه هو تكرار تأكيد السفير الأميركي ميشال عيسى على أن إسرائيل تُميّز بين المفاوضات في لجنة الميكانيزم وحربها ضد "حزب الله". هذا التصريح يحمل دلالة سياسية بالغة الأهمية:
التحذير: يفهم المعنيون أن الرهان على أن خطوة التقدم نحو التفاوض، وتكليف السفير سيمون كرم رئاسة الوفد، ستكون ضمانة لاستبعاد الحرب الإسرائيلية، ليس واقعياً تماماً في هذه المرحلة على الأقل.
استمرارية التهديد: يؤكد الموقف الإسرائيلي، عبر النقل الأميركي، أن المسار الدبلوماسي عبر لجنة الميكانيزم لا يشكل غطاءً أو مانعاً لعمل عسكري أوسع في حال رأت إسرائيل ذلك ضرورياً لأجندتها ضد "حزب الله".
خلاصة القول، يواجه لبنان مرحلة حساسة تتسم بالتوتر العالي والآمال الدبلوماسية المحدودة. النجاح في عبور هذه المرحلة يتطلب أكثر من مجرد تهدئة عابرة أو تفاوض جزئي؛ إنه يتطلب وحدة موقف داخلي واستراتيجية واضحة قادرة على التعامل مع التمييز الإسرائيلي بين مساري التفاوض والحرب، واللذين يبدوان منفصلين في هذه اللحظة الحرجة.
- شارك الخبر:
