بعد فشل المنظومة الحاكمة...هل تحكم "الميكانيزم" لبنان وتتولى الإشراف على الانتخابات؟
لقد أثبتت المنظومة اللبنانية التقليدية، التي حكمت البلاد لعقود، أنها عاجزة تماماً عن إدارة شؤون الدولة، وغارقة في الفساد والمحسوبية، حتى أصبح المجتمع يتعاطى معها بشعور عميق من الاشمئزاز. هذه الطبقة السياسية، التي عجزت عن حماية الوطن أو تقديم أبسط الخدمات للمواطن، تشكل أساس أزمات لبنان ونكباته المتتالية، من انهيار اقتصادي ومعيشي إلى تفشي الانقسامات الطائفية والسياسية، تاركة البلاد عرضة للفوضى والانهيار والحروب المدمرة.
في هذا السياق، تؤكد مصادر رفيعة متابعة للشأن اللبناني أن البلاد تقف على مفترق حاسم، وأن ما يُعرف بـ"الميكانيزم" قد يصبح اللاعب المركزي في إدارة لبنان، بعد الفشل الذريع للمنظومة اللبنانية التقليدية. فالأزمة المستمرة على المستويات السياسية، الاقتصادية والأمنية جعلت كل أدوات الدولة عاجزة عن تحقيق الاستقرار، بينما المواطن يدفع الثمن الأكبر. يبدو أن "الميكانيزم" سيكون القادر على ملء الفراغ، والإشراف على الانتخابات المقبلة، وإدارة المرحلة الانتقالية التي تنقل لبنان من الفوضى الحالية إلى مرحلة جديدة من الاستقرار السياسي والمؤسساتي.
ويُشير الخبراء إلى أن دخول لبنان في التفاوض السياسي، المدعوم دولياً وثقة المجتمع الدولي بالحكومة الحالية، أعطى نوعاً من الضمانات للحد من أي حرب إسرائيلية محتملة، خصوصاً بعد الحرب الأخيرة التي فرضت موازين القوى لصالح إسرائيل. هذه المعطيات تعكس حاجة لبنان الماسة إلى إدارة قادرة وحيادية، تضع البلاد على سكة الاستقرار، بعيداً عن الحسابات السياسية الضيقة والمحاور الداخلية التي عطلت الدولة لعقود. من هنا، يصبح "الميكانيزم" ليس مجرد أداة مؤقتة، بل حلاً واقعياً لإعادة هيكلة الدولة، واستعادة السلطة السياسية والأمنية من منظومة أثبتت فشلها.
- شارك الخبر:
