عاجل

image

خمسة أشهر بعد الحرب: عودة التوتر والمخاطر!


خمسة أشهر بعد انتهاء “حرب الـ12 يوماً”، يعود الشرق الأوسط ليعيش على إيقاع الترقب. فخلف هدوءٍ يبدو هشّاً، تتراكم مؤشرات تُعيد إلى الواجهة سؤالاً أساسياً: هل تتجه المنطقة نحو جولة جديدة من المواجهة؟ وقد ساهم الإعلان الإيراني عن خطاب مرتقب للمرشد علي خامنئي في إشعال موجة من التكهنات، خصوصاً بعدما شدّد في كلمته على “تفوق إيران” ودعا إلى مزيد من التماسك الداخلي. هذا الخطاب، بدل أن يخفّف المخاوف، زاد من حدّة التحليلات حول استعداد طهران لمرحلة أكثر حساسية، فيما تعكس الأسواق — من الذهب إلى الدولار — مستوى عالياً من القلق الشعبي والاقتصادي.

 إشارات تصعيد من واشنطن إلى الحدود اللبنانية

في موازاة هذه الأجواء، تتراكم خلال الأسابيع الماضية مؤشرات تُقرأ كإشارات تصعيد إقليمي. فالأسواق العالمية تتحرك تحت وطأة المخاوف الجيوسياسية، فيما سارعت واشنطن إلى تزويد إسرائيل بصواريخ دقيقة متطورة، ما يُعزز قدراتها الهجومية. وعلى الجبهة اللبنانية، يتزايد الضغط الأميركي لنزع سلاح “حزب الله”، بالتزامن مع شروع إسرائيل في بناء جدار أمني جديد جنوباً، في خطوة تعكس رغبة حكومة نتنياهو بتوسيع نطاق المواجهة. وتتقاطع هذه التطورات مع تهديدات أميركية للعراق، وتعزيز إيران وجودها العسكري في مضيق هرمز، إضافة إلى حراك أوروبي–أطلسي لإعادة مفتشي الوكالة الدولية للطاقة الذرية إلى إيران. سلسلة مؤشرات تعيد إلى الواجهة الحديث عن “الساعة الصفر”.

 حرب روايات ودعاية تمهّد لمواجهة ثانية

إلى جانب التحركات العسكرية، تتكثف حرب الروايات. ففي الإعلام الغربي والإسرائيلي، يجري إعداد الرأي العام لشكل من “المرحلة الثانية” عبر التركيز على الغموض النووي الإيراني، ومصير اليورانيوم المخصّب بكميات مرتفعة، ودور الصين في تطوير القدرات الصاروخية الإيرانية. بالتوازي، تتواصل عمليات الاغتيال ضد شخصيات مرتبطة بـ“حزب الله”، وتشهَد الأسواق العسكرية صفقات ضخمة لشراء الذخائر بالتنسيق مع القيادة المركزية الأميركية. وفي المقابل، يرى بعض المحللين الإيرانيين أن إعادة إحياء ملف جيفري إبستين في الإعلام الأميركي هو جزء من الضغط على إدارة ترامب لدفعها نحو خيار المواجهة. هذا التداخل بين الأمني والإعلامي يعمّق الشعور بأن المنطقة تُدار اليوم في إطار “حرب باردة” مفتوحة على احتمالات أكثر خطورة.

انقسام في طهران… والدبلوماسية أمام اختبار

على الجانب الإيراني، تتباين الأصوات بشأن احتمال اندلاع حرب جديدة. فبعض المحللين والديبلوماسيين السابقين يحذّرون من أن “الاستعدادات الإسرائيلية المتسارعة” تُنذر بمواجهة قريبة، بينما يرى آخرون أن إسرائيل لن تحصد فائدة من تكرار الهجوم، وأن واشنطن وتل أبيب تميلان أكثر إلى استئناف المفاوضات. هذا الانقسام الداخلي لا يلغي حقيقة أن المناخ السياسي والإعلامي في طهران يتعامل مع الحرب كاحتمال قائم، لا كفرضية بعيدة. وبين التحركات الدبلوماسية والمؤشرات العسكرية، يبقى السؤال الأكبر معلّقاً: هل تستطيع الدبلوماسية كبح التصعيد، أم أن المنطقة تتّجه إلى فصل جديد من المواجهة؟

  • شارك الخبر: