فتح معبر رفح في اتجاه واحد: هل بدأ مشروع إفراغ غزة من الغزيين؟
تتصاعد التوترات حول تشغيل معبر رفح بين مصر وإسرائيل، بعد أن أوعزت الحكومة الإسرائيلية أخيراً بفتح المعبر في اتجاه واحد فقط، مخصّص لخروج الفلسطينيين من قطاع غزة نحو الأراضي المصرية، في خطوة تتناقض مع نص اتفاق وقف إطلاق النار الموقع في شرم الشيخ، الذي نصّ بوضوح على فتح المعبر في الاتجاهين، بما يسمح أيضاً بدخول المدنيين والمساعدات إلى القطاع.
وتتمسك القاهرة بموقفها الرافض لأي تهجير أحادي للفلسطينيين، مؤكدة أن تشغيل المعبر يجب أن يكون في الاتجاهين، كما ورد في خطة الرئيس الأمريكي السابق ترامب. وشدّد رئيس «الهيئة العامة للاستعلامات» المصرية، ضياء رشوان، على أن «التهجير من غزة خط أحمر لمصر»، لافتاً إلى أن المناورات الإسرائيلية لن تغيّر الموقف المصري، وأن أي تنسيق لخروج السكان من القطاع لا أساس له من الصحة.
من جهتها، اعتبرت تل أبيب أن مسؤولية استقبال الفلسطينيين تقع على مصر، في ظل رفضها السماح بدخول المدنيين أو المساعدات إلى غزة عبر المعبر. وقالت القناة 12 الإسرائيلية إن إسرائيل ستفتح المعابر فقط لخروج المدنيين، فيما لم يشر بيان وزارة الخارجية الأمريكية إلى أي خلاف حول إعادة فتح المعبر، مشيرة إلى أن هذه الخطوة ستتيح «للأهالي الأكثر تضرراً الحصول على الرعاية الطبية خارج القطاع»، معتبرة ذلك دليلاً على فعالية خطة الرئيس ترامب.
ويثير القرار الإسرائيلي أسئلة حول الأهداف الحقيقية من فتح معبر رفح باتجاه واحد، خصوصاً في ظل المخاوف من محاولة إفراغ القطاع من سكانه، وهو ما يرفضه المجتمع الدولي ومصر على حد سواء. ويبدو أن معركة التحكم بالمعبر لم تنته بعد، وسط توترات دبلوماسية متصاعدة، وتحذيرات مصرية من أن أي تهجير أحادي للسكان «خط أحمر» لا يمكن تجاوزه.
ختاماً، لا يمكن فصل الأزمة الحالية عن الدور المباشر الذي لعبته قيادة حماس، التي خططت لعملية «طوفان الأقصى»، وما نتج عنها من تدهور أمني وإنساني في غزة. فالقيادة الحماسية تتحمل المسؤولية الكاملة عن مأساة الغزيين ونكبتهم المستمرة، وعن مصير القطاع الغامض والمستقبل المشؤوم الذي يواجهه أهل غزة، بعد أن أصبحوا ضحايا صراع لم يختاروه، بين الأطماع الإقليمية والإستراتيجيات العسكرية التي تنفذ على الأرض.
- شارك الخبر:
