عاجل

image

أوهام ما تحت الرمال...ومأزق المحاصرين في أنفاق رفح!


يعكس الموقف الحالي للمقاتلين المحاصرين في شبكة أنفاق رفح تحولاً كبيراً في المشهد الميداني جنوب قطاع غزة، ويسلط الضوء على الفجوة المتزايدة بين الخطاب السياسي والواقع العسكري الصعب على الأرض. يشير المحللون إلى أن التقدم العملياتي الإسرائيلي في السيطرة على "محور فيلادلفيا" وتدمير ممرات الأنفاق أدى إلى تآكل قدرات حماس، ووضع مقاتليها أمام خيارات وجودية محدودة.

​1. الواقع الميداني: تضييق الخناق وتآكل القدرات
​الهدف الأساسي للعملية الإسرائيلية في شرق رفح هو إحكام السيطرة على الشريط الحدودي مع مصر (محور فيلادلفيا) وتدمير البنية التحتية للأنفاق التي تُعد شريان الحياة العسكري لحماس.

 وقد أدى هذا إلى نتائج واضحة:
​التقدم العملياتي: تشير التقارير إلى نجاح القوات الإسرائيلية في تحديد وتفجير عدد كبير من الممرات الاستراتيجية والقتالية. هذا التقدم لا يقتصر على تدمير الملاجئ، بل يهدف إلى شل حركة المقاتلين تحت الأرض.

​عزل المقاتلين: أصبح المقاتلون المحاصرون في الأنفاق معزولين بشكل متزايد عن الدعم اللوجستي وعن أي إمكانية للانسحاب أو الالتقاء بقواتهم الأخرى.

​فقدان العمق الاستراتيجي: فقدت حماس العمق الاستراتيجي الذي كانت توفره الأنفاق، مما قلل من قدرتها على شن هجمات مفاجئة أو إدارة العمليات القتالية بكفاءة.

​2. المعضلة الوجودية: الاستسلام أو الموت
​يواجه المقاتلون العالقون في الأنفاق، والذين يعيشون ظروفاً قاسية من نقص الإمدادات والتهديد المستمر، معضلة قاسية. إن تضييق الخناق يترك أمامهم عملياً خيارين رئيسيين لا ثالث لهما، ما يؤكد التفوق العسكري للجيش الإسرائيلي في هذه المرحلة:

​الخيار الأول: الاستسلام: الخروج من الأنفاق وتسليم السلاح والذات للقوات الإسرائيلية. النتيجة المتوقعة هي الاعتقال وبدء إجراءات التحقيق، مع وعود بالإفراج المستقبلي كجزء من صفقات تبادل الأسرى.

​الخيار الثاني: المقاومة حتى النهاية: الرفض المطلق للخروج والاستمرار في القتال داخل الأنفاق. النتيجة المتوقعة هي الموت نتيجة القصف، أو تدمير الأنفاق، أو المواجهة المباشرة، أو الوفاة بسبب الظروف القاسية (نقص الأوكسجين أو الجوع).

​3. الفجوة بين الخطاب والواقع المرير
​يُبرز مصير هؤلاء المقاتلين المحاصرين التناقض الصارخ بين الخطاب الرسمي لقيادة حركة حماس والواقع المؤلم الذي يعيشه المقاتلون ميدانياً:
​خطاب "الصمود والانتصار": تواصل القيادة السياسية لحماس، التي تعمل في الغالب من الخارج، إطلاق شعارات الصمود الأسطوري والحديث عن نصر قادم، وتُشيد بالمقاتلين الرافضين للاستسلام.

​الواقع الميداني: يضطر المقاتلون الشباب في الأنفاق إلى مواجهة مصير أسود يتمثل في تضاؤل فرص النجاة بشكل يومي. ويرى المحللون أن هذا الموقف يعكس ضيق أفق القيادة التي تترك مقاتليها أمام خيارين قتاليين دون وجود خطة إنقاذ أو انسحاب فعالة.

​مكابرة القيادة: يعتبر البعض إصرار قيادة حماس على رفض التفاوض للخروج الآمن للمحاصرين نوعاً من المكابرة السياسية التي تُفضل التضحية بأفرادها على حساب تغيير الخطاب أو الاعتراف بالتفوق الميداني للطرف المقابل.

​4. تأثير المعضلة على المشهد التفاوضي
​إن مصير المقاتلين المحاصرين يُلقي بظلاله على أي جهود مستقبلية لوقف إطلاق النار أو تبادل الأسرى. فبقدر ما تُظهر هذه المعضلة الضعف العسكري لحماس، فإنها تقلل من قوة الأوراق التي تملكها على طاولة المفاوضات. كل مقاتل يُقتل أو يُستسلم يمثل خسارة لجهازها العسكري وتدهوراً في قدرتها على إدارة المعركة.

  • شارك الخبر:


اخترنا لكم