عاجل

image

مهمّة المعاون السّياسيّ لبرّي في ايران: ماذا حملت من رسائل واستيضاحات؟!

شهدت العاصمة الإيرانية طهران زيارة لافتة للمعاون السياسي لرئيس مجلس النواب، النائب علي حسن خليل، حملت عنوان المشاركة في مؤتمر، لكن مضمونها كان أكثر أهمية بالنسبة لمستقبل السياسة اللبنانية ومصالح الطائفة الشيعية. جاءت الزيارة في توقيت دقيق، وسط مرحلة حساسة تشهدها البيئة الشيعية بعد سلسلة تحولات محلية وإقليمية كبرى، أبرزها اغتيال الأمين العام السابق لحزب الله حسن نصرالله وسقوط نظام آل الأسد في سوريا، مما أعاد تشكيل أولويات ونفوذ القوى الشيعية في لبنان.

في ظل هذه المعطيات، أصبح على رئيس مجلس النواب نبيه بري تحمل مسؤولية الحفاظ على ما تبقى المكتسبات السياسية للطائفة الشيعية، مع محاولة تفادي أي صدام داخلي أو أزمات حكومية قد تنسحب على مستقبل الثنائي "أمل – حزب الله". برّي اتبع مقاربة براغماتية منذ بدء تنفيذ اتفاق وقف الأعمال العدائية، محافظًا على مبدأ عدم تفجير مجلس الوزراء وموضحًا موقفه من حصر السلاح بيد الدولة، في ظل توترات إقليمية واضحة وتداخل مصالح إيران في السياسة اللبنانية.

الزيارة حملت رسائل محددة واستيضاحات دقيقة، أبرزها موقف إيران من قرار مجلس الأمن 1701 ولجنة مراقبة وقف الأعمال العدائية، وكذلك مقاربة الجمهورية الإسلامية للتفاوض المحتمل بين لبنان وإسرائيل، علاوة على مدى ارتباط الملفات اللبنانية بمفاوضات إيران مع الولايات المتحدة في الملف النووي ومنطقة الشرق الأوسط. وقد حمل علي حسن خليل رسالة من بري مباشرة إلى المسؤولين الإيرانيين، بما في ذلك الأمين العام لمجلس الأمن القومي علي لاريجاني، للتأكد من التزام إيران بدعم البيئة الشيعية سياسيًا وماليًا، وسط حالة التخبط التي يعيشها حزب الله بعد اغتيالات وتوترات متواصلة.

اليوم، يبدو واضحًا أن الزيارة تهدف إلى تخفيف الحمل عن بري عبر استيضاح موقف إيران مباشرة، وتقديم إطار واضح للخطوات القادمة بشأن السلاح والتمويل وإعادة البناء تحت إشراف الحرس الثوري الإيراني. ففي الوقت الذي يحمل فيه برّي ثقل السياسة ومستقبل طائفته، يواجه حزب الله تحديات أمنية وعسكرية متواصلة، في ظل بيئة تشهد نزوح آلاف الأسر الشيعية وتفاقم تداعيات الضربات الإسرائيلية، ما يجعل التنسيق مع طهران ضرورة استراتيجية لا يمكن تجاوزه.

  • شارك الخبر: