صراحة..!
جميلٌ ان يصارح فخامة الرئيس الشعب اللبناني بصدق و محبة.
و جميل و واقعي ان يصف التعديات على لبنان بغير القانونية والوحشية،
وجميل و منطقي ايضا ان يحلل و يعلم بكل ما يدور في البلد و من حوله
الا ان ما هو ليس جميلا لا واقعي ولا منطقي ان يكتفي فخامته بالتحليل.
و الوصف والصراحة اذ ماذا يبقى حينها للصحافيين و المحللين والسياسيين ان يعملوا، في حين انه من واجب من تولى مسولية على قدر رئاسة الدولة ان لا يقف عند هذا الحد بل من اولى واجباته حماية لبنان و اللبنانيين من كل شرٍ مستطير او بالحد الادنى من الخسائر بوجه كل معتد.
لقد تم انتخابك يا فخامة الرئيس بفرح
و سرور لدى معظم اللبنانيين و شعور جامح غير موجّه اثلج صدورهم و هدأ حيرتهم
فكان انك قابلت التحية باحسن منها عندما توجهت الينا بخطاب القسم الذي طالما انتظره الشعب بعد طول المعاناة للسنوات العجاف الماضية.
ومن بعدها تم اختيار الدكتور نواف سلام لرئاسة الحكومة مثنيا على خطاب القسم ببيان وزاري ناصع يسير يدا بيد مع خطاب القسم وحكومة متجانسة بالرغم من المحاصصة التي لا تودي الا الى التباين. في حين انه من المفترض ان تكون الحكومة المتجانسة فريق عمل ينفذ سياسة الدولة بالتوافق بين الرئاستين الاولى و الثالثة
و جاء تعيين حاكم مصرف لبنان اول القرارات الجريئة التي دلت على جدية العمل و اتخاذ القرار وان جرى بالتصويت.
ثم ما لبثت ان تطورت الامور باتجاه التراخي الذي حذر منه معظم المسؤولين اللبنانيين فانحدرت المواقف المتباعدة بالقرار الى حد التناقض مثبتةً بالموقف الناتج عن اضاءة صخرة الروشة و ما تبعه من ضياع و تحدٍّ و فوضى
بعدها بدات الارادة و القرارات تصاب بالوهن و الضعف حتى لا نقول اكثر فاضحى لبنان نتيجة عدم وضوح الرؤيا.
و المسار في مهب التجاذبات التي اربكتنا جميعا حتى بات اللبنانيون في حيرة من امرهم لا يدركون حقيقة الاتفاق الموقع بين الدولة اللبنانية ممثلة بدولة رئيس مجلس النواب و حزب الله والاتفاق على تنفيذه مع مجموعة الدول الكبرى ليعود الحزب، على جري عادته، بالتنكر لكل تعهداته و الاتفاقات الموقعة "بلوها و إشربو ميتها" بالاضافة الى التصريح الصادر على لسان احد نواب الممانعة يكتنفه الغموض دون ان يصدر و لو تكذيب حتى عن المكتب الاعلامي في القصر
ان الشفافية الجرأة و وضوح الرؤيا هي الكفيلة بحماية لبنان من كل تعد او حرب او انقلاب و تكون الوحدة الوطنية متجلية تحت كنف الوطن لا بدعوة من حزب الله عند الحاجة و بالتوقيت المناسب.
- شارك الخبر:
